صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/9

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

101 العامة ، وبجانبها الصواب كثيراً حين تعرض للنموذج والمثال . والنقد الحقيقي في اعتقادي هو صحة الحكم على المثال وفى العام الماضى ظهر كتاب « دفاع عن البلاغة » للزيات . وهو بحث عام في البلاغة ، لا يتعرض لنقد المعاصرين إلا قليلا وكذلك ظهر كتاب « فصول في النقد » لطه حسين ، وهو كما يدل اسمه عليه ، فصول متفرقة سبق نشرها مقالات في الصحف والمجلات . ن هذا الاستعراض السريع ندرك حداثة فصل النقد في المكتبة العربية ، وصغره عن سائر الفصول . ولكن هذا – كما قلت – هو الوضع الطبيعي للأمور www - وإنه ليخيل إلى أن المكتبة العربية الحديثة قد أصبحت تستحق « ناقداً » ففيها أعمال أدبية ناضجة ، وفيها مذاهب فنية متبلورة ، كما أن فيها محاولات واتجاهات تستحق الاهتمام . فالناقد خليق أن يجد له عملا في هـذه الظروف الجديدة ولكن ما هو عمل الناقد على وجه التحديد ؟ للناقد عملان أساسيان : عمله في الجو العام ، وعمله مع كل مؤلف على حدة . فأما عمله في الجو العام ، فهو التوجيه والتقويم ، ووضع الأسس ، وتشخيص المذاهب وتصوير أطوارها ومناهجها . وأما عمله مع كل مؤلف ، فهو وضع « مفتاحه » في أيدى قرائه الذين يقرأون أعماله متفرقة ، ولا يدركون الطبيعة الفنية التي تصدر عنها هذه الأعمال ؛ ولا يتعرفون إلى شخصيته المميزة الكامنة وراء كل عمل وهذا « المفتاح » ضروري للتعريف بالأديب . وإلا كان النقد عملا جزئيا . رفقاد