صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/10

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ليس وراءه كبير طائل بالنسبة للقراء . ونقد كتاب دون تصوير « الشخصية » المال ام العام القائمة من ورائه ، إنما هو عمل ناقص لا يؤدى إلى شيء في هذا الباب . لا . بل إن هـذا « المفتاح » ضروري للمؤلف نفسه ، لا لقرائه وحدهم فكثير من المؤلفين لا يعرفون أنفسهم ، ولا يلتفتون إلى خصائصهم . وهم يستفيدون من الناقد الذي يضع المرأة أمام وجوههم ، ليتبينوا فيها ملامحهم الأصيلة 1- ) ... . وليس من وظيفة الناقد أن يغير طبيعة المؤلف . ولكن من وظيفته أن يعرف هذه الطبيعة ، ويبلورها ، ويقيس أعمال المؤلف بها ، ويهديه إليها إذا ضل أو أنحرف في فترة من فترات الضعف والكلال ! وكلما تناول الناقد أحد المؤلفين مرة ، يجب أن يصبح هذا المؤلف « معرفة » عند القراء . لا من حيث الشهرة والبروز . ولكن من حيث تميز الملامح ، ووضوح الخصائص . وكشف الطبيعة الفنية الكامنة وراء أعماله على وجه العموم على هذه الأسس سرت في هذه الفصول ، وأسميتها : «كتب وشخصيات » لأننى حاولت أن أصور « شخصية » كل أديب تناولت أحد «كتبه » بالنقد . فالكتاب وصاحبه في هذا الكتاب موصوفان مرسومان ممیزان ولم يكن من همي هنا أن أقوم بدراسات مطولة عن « الشخصيات » التي تناولتها بالحديث . فقد كان حسبي أن أضع « مفتاح » كل شخصية في أيدي القراء ومن أراد الدراسة المعاولة قام بها لنفسه ومعه هذا « المفتاح » ! ولم يكن من همى كذلك أن أضع أصولا وأسسا نظرية مطولة للنقد . فلقد آثرت أن أقلل من عرض هـذه الأسس النظرية بقدر الإمكان ، وأن أبقيها