صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/8

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وهم كثيرون في . مصر والعالم العربي . لندرك خواء هذه المكتبة وعجزها عن إمداد الناقد الأدبى بمادة عمله الأولية . -- فلم يكن أمام النقاد في ذلك الحين إلا مجرد التعريف بالأدب العربي القديم ، وبالأدب الغربي الحديث . وكلاهما كان في منزلة واحدة من البعد عن التفات القراء في ذلك الزمان . وكلاهما كان التعريف به ضرورة لازمة للنهضة الأدبية التي عمرت المكتبة الحديثة في خلال الثلاثين عاما الأخيرة ... نعم وجد إذ ذاك نوع من النقد – واسكن عمله الأول كان هو الهدم الهدم القاسي المصحوب بكل ضحات الهدم وفرقعاته . فلقد كانت الضجة والفرقعة في ذلك الحين هي العمل المجدي الوحيد ، لإيقاظ الغافلين الساريين في مسارب الجمود القديم وكتاب « الديوان » للعقاد والمازني ؛ كان معول الهدم الذي يسبق البناء ولقد صدر بعده بقليل كتاب آخر يضرب على نغمته ، ولكن في هدوء ، ذلك کتاب « الغربال » لميخائيل نعيمة . هو ( - ولم تصدر خلال فترة طويلة كتب في نقد الأدب المعاصر ، اللهم إلا كتاب « على السفود » للرافعي ، وكتاب « رسائل النقد » لرمزى مفتاح ، وإنما نسميهما نقداً من باب التجوز، إذ أن مكانهما الحقيقي هو فصل« الهجاء » بكامل معناه ! ثم کتاب « شوقى » لأنطون باشا الجميل وهو استعراض لفنون القول عند شوق ولكن ظهرت مقالات متفرقة للعقاد ، والمازني ، وشكرى ، وطه حسين ، وأحمد أمين ، والزيات . ثم ظهر كتاب « شعراء مصر وبيئاتهم في الجيل الماضي » . وهو دراسة وافية للمدارس الفنية للشعر في ذلك الجيل وأخبر أصدر كتاب « في الميزان الجديد» لمندور . وهو مجموعة مقالات في النقد السريع لبعض الأدباء والشعراء ، يحالفها التوفيق كثيراً حين تعرض للقواعد للمقاد