صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/85

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۸۱ – فيقول : ليس عاقلا من يفضل النسيئة ويترك النقد « فعمر قلبك بالشراب ، فلا هم لهذه الدنيا الخربة إلا أن تحيل ترابنا إلى لبنات وآجرات ... الخ » وحتى عند ما يتحد الموضوع وطريقة التعبير بينهما وكثيراً ما يقع هذا (1) فإنك تلمح الفارق بين القلق العميق الأليم في الخيام ، والراحة اللذيذة السالية في حافظ، الذي لا ينسى أبدأ تورياته وجناساته ولعبه الجميل ... يقول الخيام في رباعياته : سمعت صوتاً هاتفاً في السحر الحان : غفاة البشر هبوا املا وا كأس الطلى قبل أن تفعم كأس العمر كف القدر نادي من

أفق وصب الخمر أنعم بها واكشف خبايا النفس من حجمها أوصالي بها قبلما يصاغ دن الخمر من تربها ورو })

فقد أمض اله على الجريح أبن النديم السمح أبن الصبوح ثلاثة من أحب المني خمر وأنفــــام ووجه صبيح ويقول حافظ في غزلياته : « أيها الساقى لقد أذن الصبح فاملا القدح بالشراب « وتعجل ، فدورة الفلك ليس فيها ريث واتناد « وقبلما يتحطم هذا العالم الفاني ويتخرب « أسرع إلى تحطيمي وتخريبى بكاس شرابك الملتهب المتقد (1) الخيام سابق فقد عاش في القرن الرابع ومطلع الخامس . (1-P)