صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/84

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

111 وليس من فاتنا عائد أسأله عن حالة الراحلين لم أشرب الخمر ابتغاء الطرب ولا دعتني قلة في الأدب لكن إحساسي نزاعـا إلى إطلاق نفسي ، كان كل السبب

أفنيت عمري في اكتناه القضاء وكشف يحجبه في الخفاء فلم أجد أسراره ، وانقضى عمري وأحسست الفناء (1) دیل ... الأبواب حينها تروعك من ( الخيام ) هذه اللهفة العارمة ، وذلك الشجي الكظيم ، وترى الكأس في يده يحاول أن يغرق فيها أشجانه بعد أن كلت يداه من دق فانظر ( حافظاً ) في طريقه إلى دار الخمار في وداعة واستبشار ، لا ليغرق هما ولا ليسكت حيرة ، بل لينتشى ويثمل ويتملى محاسن الحبيب ولقد يئس هو الآخر من استجلاء سر الغيب ، ولكن هذا لا يكرثه ولا يعنيه ، فالخلق للخالق ، والسر عنقاء ليست صيداً لأحد . فهات كئوسك أيها الخمار لعلنا نرى في الكأس وجه الحبيب ، وربما تفتحت لنا فيها أسرار الغيوب ، ورأينا مامضى فيها وما سيأتي كمرآة الاسكندر التي كانت تكشف البعيد كالقريب . « الآن ونسيم الجنة يهب من البستان إلى بالخمر المفرحة وبالحوراء التي قامتها كحور الجنان « ولم لا يفخر السائل المسكين بأنه أضحى اليوم سلطان الزمان وقد عقد له السحاب خيامه ، وبسطت له الحقول مائدة الخوان ؟ . « وهذا الربيع الجميل يحكي لى حكايته الجميلة (۱) من ترجمة رامي للرباعيات .