صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/83

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

– ۷۹ – وهذه كلها قد تنسيك الترجيع والتكرار في ( الرباعيات ) ولا نظير لهما هنا في ( الغزليات ) التي تمضى لطيفة شفيفة ، ولا يفارقها روح الدعابة ولاخفة الروح ، حتى في مواقف الحرقة والأسى ... فلم يبق إلا أن في روح حافظ تلك الجاذبية اللطيفة التي تدفع السأم والملالة ، بل ثبث النشاط والخفة والأنس في جوالغزليات . وعلى ذكر الخيام . فإن هناك اشتراكا في الظاهر في خصائص الشاعرين واتجاههما ، ولكن ما أبعد ما بينهما في الحقيقة . وحينها تروعك في ( الرباعيات ) تلك اللهفة المحرقة لاستجلاء السر الأعظم الذي أوصدت دونه الأبواب ، فراح ( الخيام ) يدقها دقا عنيفاً متواصلا ، حتى كلت يداه وأدركه الإعياء وغشاه الملال ، فجلس يغرق أشجانه في كأس من الشراب ، ويتسلى هنيهة عن ذلك السر المحجب الذي يكرثه ويعنيه ، ريثما يعاود الدق على الأبواب من جديد ، على هذا النحو الشجي المرير : أحس في نفسي دبيب الفناء ولم أصب في العيش إلا الشقاء يا حسرتا إن حان حسيني ولم يتح لفكرى حل لغز القضاء

لبست ثوب العمر لم أستشر وحرت فيه بين شتى الفكر وسوف أنضوه برغمي ولم أدرك لماذا جئت ؟ أبن المقر ؟ .

إشرب فـواك التراب المهيل بلا حبيب "مؤنس أو خليـل • وانشق عبـــــــير العيش في فجره فليس يزهو الورد بعد الذبول كم آلم الدهر فؤاداً طعين وأسلم الروح لمين حزين