صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/81

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

-W1 « إن شفة الحبيب ياقوتة ظمأى إلى الدماء وأنا من أجل رؤيتها أضحى بالروح . وهذا هو عملى وشغلي الشاغل « وهلا يخجل من تلك العين المكحولة بالسواد ، وهذه الأهداب الطويلة المديدة ، من رأى كيف يسلب الحبيب القلوب، وهو مع ذلك ينكر أحوالى؟ « فيا حادي العيس . لا تحمل رحلي إلى الباب ، فعلى قمة هذه الجادة يتشعب الطريق الرئيسي إلى منزل حبيبي وداره « وأنا عبد لحظي وطالعي ، فقد تملكني في قحط الوفاء عشق هذه « النورية » المخمورة الرأس ... وقارورة عطر الورود ، وذؤابة الحبيب التي تفوح بالعبير ها فيض لشمة واحدة من روائح ( عطارى ) الذكية « فلا تطردني أيها البستاني عن بابك ، فأنا كالنسيم وماء روضتك من دموعى الحمراء التي تشبه زهرات الرمان . « ولقد أمرت لى عين الحبيب بشرية من القند ممزوجة بماء الورد من شفته الندية ، وكانت عينه الشبيهة بالنرجسة الغضة هي الطبيب لقلبي العليل وحبيبي ( الحلو الكلام ) ، ( النادر الأقوال ) ... هر و الذي علم ( حافظا ) الدقائق في انشاد ( الغزل ) . » انتقالات وقفزات دائمة . ولكنك ترقبها كما ترقب الطائر الخفيف يقفز من فنن إلى فتن ، ويحلق هنا وينقض هناك ، في رشاقة ولطف وإغراء وليست كل الغزليات من هذا القبيل ، ولكن هذه السمة واضحة فيها حتى لو كان فيها التسلسل . لأن طابع ( الدرويش ) الذي يبعثر الكلمات والإشارات والإيماءات ، هو الطابع العام ... وهذه غزلية أخرى تصور ما أعنيه : .