صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/68

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- 64 - نحن نتجاوز هذا إلى الظاهرة الكبيرة الجامعة في هذه المقطوعة . تلك هي شعور الفتاة بأنها لا تستطيع أن تموت والطبيعة في فصل الحياة ، ولن تلبي الموت إذا دعاها ، لأن الطبيعة حولها حية وهي خلية حية في جسم هذه الطبيعة النامية . أما حين يدب الموت في الأم الكبيرة ، فهنا يحس أبناؤها أن لا مانع إجابة دعاء الموت ، وذلك « حين ننفر من كل شيء ولا نتوق لشيء » وحين يدب الموت من الداخل تسهل إجابه ندائه من الخارج من وفى القطعة مجال التصوير « المرأة » التي تحسب الموت طوع رغباتها ورغبات الحياة النابضة في قلبها كأمها الطبيعة ، فهي تناديه أن ينصرف عنها الآن ، كما تنادى الخطيب والحبيب في تمنع وإدلال ! وقطعة أخرى لفتـاة أخرى ! « للورنس هوب » الاسم الرمزي لشاعرة إنجليزية معاصرة أيضا(1) ! إن رفيق الحياة يدعوها وإنها لترغب في إجابة دعوة الحب والحياة ، ولكن الطبيعة حولها حزينة والليلة شاتية ، وإنها لتشعر أنها هي وهو وثمرة هذه الاستجابة . إنما هم جميعاً خلايا في هذا الجسم ؛ وأن هذا الحزن الذي يدب في حنايا الطبيعة سيتسرب في « الروح الهائمة على أعتاب الدنيا تستجد فيها جثمانها » . فتنشأ الثمرة وفيها من هذا الحزن قطرات فلتؤجل الدعوة والاستجابة إذن إلى حين تكون الطبيعة كلها في فرح واستبشار . ... « لا غير هذه الليلة ! « إن المطر يقطر حزينا وانيا « عبرات أسى تحت سماء شجية (۱) من مجموعة عرائس وشياطين .