صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/67

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- - - « حين يتموج اللبلاب على الأسوار « لا تنادنى . قلت لك : لا تنادني أيها الموت في ذلك الأوان ! « إنك عبثا تنادي وترفع الصوت بالنداء « ففي إبان الأزاهير الناميه لن أصغى إليك » ل لكني سأصغى أليك حين يتجرد كل حال وحالية « ومرحبا بدعائك حين ينتثر الورق من الشجر على ثراه « حين يسمع للسفوح فحيح في العاصف المهتاج « حين يشم الرعاة من الشرق رائحة الثلوج « حين يهجر الحقل للريح تتولى حصاده « حين يصبح الإعصار حطاب الوادي الذي يطيح بأعواده البرد بذرة الأرض التي تنثرها السماء and حين يصبح « حين ننفر من كل شيء ولا نتوق إلى شيء « ناد يومئذ يا موت ولك الإصغاء والترحاب « فيومئذ أسمع وأنهض وأمضى ! » . وليس المجال هنا مجال الوقوف على مواضع الجمال الجزئية في تصوير الطبيعة في الصيف إبان الحياة ، وفي الشتاء إبان الموت ، ولا في تصوير وسوسات الحياة ووساوس الموت هنا وهناك : « حين يوسوس العشب ويتمايل بأعطافه . وحين يحن الصفصاف ويترقرق الماء ، وحين يتوانى الجدول وينعس الهواء » ، أو : « حين يسمع للسفوح فحيح في العاصف المهتاج . وحين يصبح الإعصار حطاب الوادي الذي يطيح بأعواده . وحين جر الحقل للريح تتولى الخ . فهذه خطرات مفردة قد تخطر للشعر العربي ، وإن لم تخطر في حصاده » مثل هذه الصور ، لأنها منتزعة من بيئة الشمال .