صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/58

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

1021 وإلى القراء بعض الأمثلة الحاسمة بين المعاني والأفكار ، والحالات النفسية والصور الإنسانية في قطعة من مجموعة «العرائس والشياطين » ، للشاعر الانجليزي الحديث «هوسمان» بعنوان « إلى السوق أول مرة » وقد استشهدت بها قبل ذلك في « طريقة الأداء في الفن » وهي تصلح للاستشهاد بها هنا – من جانب آخر - على تصوير الحالة الإنسانية من وراء العبارات والألفاظ . « يوم أنشأت أذهب إلى الأسواق ، أوائل عهدي بالأسواق «كانت الدراهم في الكيس جد قليل « وكم طال بي النظر وكم طال بى الوقوف « على أشياء في السوق لا تنال » تکرار « تغير الزمن اليوم ، فلو أردت الشراء لاشتريت « هنا الدراهم في الكيس ، وهناك أشياء الأمس في السوق « ولكن أين يا ترى ذلك الفتى المحروم » « طالما شكا قلب الإنسان ، لأن ( اثنين واثنين : أربعة ) لا هي ثلاثة كما نودها حينا ، ولا هي خمسة كما نودها بعد حين ، وأحسبه سيشكو إلى آخر الزمان » فبقياس الأفكار والمعاني ، هذه المقطوعة لا شيء ! إن معانيها قريبة قريبة ، فهي لا تزيد على قولهم : (كل ممنوع محبوب ) و ( كل ما تملكه اليد تزهده النفس ) و ( ما كل ما يتمنى المرء يدركه ) . ولكن ابن هذا من تلك الأحاسيس الإنسانية الخالدة الغامضة التي تثيرها أين هذه المقطوعة في نفس كل ( إنسان ) عالي ما عاناه الشاعر من « أن اثنين واثنين أربعة لا هي ثلاثة ، كما نودها حينا ، ولا هي خمسة كما نودها بعد حين » وأحس