صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/37

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

مستواه الذي تستشعره النفس عند تلاوته . إنما هي هذه الطريقة التصويرية كذلك ، حيث يزدحم الخيال بصورة كل مرضعة ذاهلة عما أرضعت ، شاخصة تنظر ولا ترى ، وتتحرك ولا تعي ؛ وصورة الناس سكارى وما هم بسكارى ، في عيونهم ذهول السكر ، وفى خطواتهم ترنحه t ۳۳ ـ إن هذا الحشد من الصور الذاهلة هو العمل الفني الضخم في هذا التعبير وليست هذه الصور فلتات في القرآن إنما تلك طريقة غالبة وخصيصة شاملة ، وفي هذا يتفرد القرآن وحده . فالتصوير قد يقع فلتات في الشعر العربي ، تكثر في الشعر الجاهلي وتقل في الشعر الإسلامي . ولا يعد قاعدة في هذا الأدب كله ثم تبقى بعد ذلك درجات السمو في هذا التصوير ولها مجال غير هذا المجال(1) (۱) انظر بتوسع کتاب و . طريقة التصوير والتظليل التي توجه إليها الأنظار ، هي الطريقة التي وردت فيها فرائد الشعر العربي التي تهيأت للشعراء على ممر الأجيال فأجود ما وقع لامرىء القيس هو الشعر التصويرى مثل : وليــــــــل كموج البحر أرخى سدوله على بأنواع الهموم ليبتلى فقلت له لا تمطى بصلبه وأردف أعجازاً وناء بكلكل ألا أيها الليـل الطويل ألا انجل بصبح ،وماالإصباح منك بأمثل فتشخيص الليل هنا ، ومنحه الحياة ، ورسم هذه الصورة المتحركة له ، هي موضع الجمال في هذه الأبيات لا مجرد معنى أن الليل قد طال ، وأنه ستم هذا الطول وكذلك بيته الآخر في وصف حصانه : مگر مفر مقبل مدير معـا كجلموده خر حطه السيل من عل ا

التصوير الفني في القرآن ( (م- ۳)