صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/38

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

– ٣٤ - جماله الفني في تشخيص الصورة والحركة ، لا في مجرد معنى أنه يكر ويفر ويقبل ويدير في لحظة واحدة متى : فإننا لا نخاتله يدب و يخفى شخصه وأيضائله وأجود ما وقع لزهير أبياته التصويرية كذلك مثل : إذا ما غدونا نبتغى الصيد مرة فبينا نبغى الصيد جاء غلامنا ففي صورة هذا الغلام الشاخصة هنا ، وفي حركته المرسومة كأنما على الشاشة ، جمال فني لا شك فيه . وأجود ما وقع السويد بن أبي كاهل اليشكري ، أبياته التي يصور فيها حاسده صوراً شاخصة فيها الملامح الحسية والانفعالات النفسية وجميعها صور وذ وظلال ، لامعان مجردة : رب من أنضجت غيظاً قلبه قد تمنى لى مونا لم يطلع وراني كالشحا في حلقه عسراً مخرجـــــــه ما ينتزع مزيد يخطر ما لم يرنى فإذا أسمعه صوتى القمع لم يضرني غير أن يحسدنى فهو يزقو مثلما يرقو الضـوع »(۱) وبذلك تتم الصور المزرية التي يرسمها له بعد أن تترك في النفس ظلالا واضحة ، ا وفى الحس صوراً شاخصة ، فيها كل جمالها الفني الذي يتيحه التصوير والتخييل ويكثر التصوير في الشعر الجاهلي ، ويقل في الشعر الإسلامي على عكس ما كان منتظراً بعد وجود جود القرآن بين أيديهم ، والطريقة التصويرية غالبة فيه ولكن قاتل الله « المعانى ! » ، لقد أصبحت كل هم الشعراء ، وغلبت طريقة العلم على طريقة الفن ، فتقهقر الأدب العربي من هذه الناحية ، بجانب خطواته التي تقدمها في نواح أخرى . (1) الضوع : ذكر الضفدع

  • .