صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/341

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

-- وتنشط في وقت بعث الوهابية ، في نشر الإسلام وتهذيب حياة الشعب وترقيتها في الأقطار السودانية ، ولكن الوهابية وخططها في عصره كانت مما لا يحتمل . وما جرى من سبب مزارات الشيعة بالعراق والروضة النبوية بالمدينة ، والاعتداء على الآمنين في الجزيرة وفي العراق والشام وفي البحار العربية ، مما لا يمكن التجاوز عنه ، فلا مناص من الحرب » . وأحسب أن تعليل هذه الحرب بأسبابها السياسية كان أسلم . أما حين يعرض للبحث موقف الوهابيين في هذه الفترة وموقف من يحاربهم . فإنى أحسب الحق يكون في جانب الوهابيين ، لقد قاموا يكافحون نكسة وثنية كاملة في الإسلام . والذي يقرأ ما كتبه «ابن غنام» في كتابه «روضة الأفكار والأفهام» وما كتبه الشيخ « عثمان بن بشر » في كتابه « تاريخ نجد » عن هذه النكسة التي حطمت قواعد الإسلام في بلاد العرب ، لا بد أن يجد نفسه في صف الوهابية مهما قست وسائلها في ذلك الحين . وأيسر نتائج هزيمة الوهابيين إذ ذاك أنها أخرت نهضة دينية إصلاحية - ربما شملت العالم العربي – أكثر من قرن من الزمان . شأنها في ذلك شأن مقاومة الحركة المهدية في السودان في أيام الإنجليز . فيكفى إذن أن نعتذر لمثل هذه الحملات بالمقتضيات السياسية . وأن نسكت على الأقل عن المقتضيات الدينية لأنها لا تسعف في هذا المضمار . على أن للأستاذ المؤلف طريقته اللبقة في توجيه النقد كما جاء في ص 156 وهو يعرض لاتخاذ محمد على موقف الانتظار في الموقف الأخير . فلا يقبل ما عرضته عليه الدول ليكف عن حرب الدولة ، ولا يهجم الهجمة الأخيرة كما كان يرى ابنه البطل إبراهيم . فيقول : م كان الأولى بمحمد على إما أن يقبل عرض الدول الأول ( مصر وراثية وجنوبي الشام مدة حياته ) أو يتخذ خطة الهجوم - قبل تأهب الدول للعمل ( م – ۲۲ )