صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/340

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- - - ام الجفوة بأن العلماء كانوا أحد رجلين : رجل مخلص كالجبرتي؛ ولكنه منعزل لا يرى لنفسه أن من حقه التدخل في شئون السياسة العليا يقول : « إنى رجل علم ودين وللدنيا رجالها » ، وفريق آخر مس التنظيم أرزاقهم التي كانوا لها غاصبين . ومن هنا كانت نقمتهم على محمد على فلم يعبأ بهم شيئاً وشتت شملهم وفض إجماعهم . ولكن هذا لا يعلل جميع الحالات . ولا يشمل حالة كحالة السيد عمر مكرم نقيب الأشراف ، ذلك الزعيم الديني السياسي الكبير ، الذي نصب محمد على واليا في مايو سنة 1805 ، ولم يمض إلا القليل حتى تعرض لنقمة محمد على العنيفة ومثل هذه الحالات يجب أن يذكر في معرض التاريخ . ويعلق المؤلف على انتخاب محمد على واليا فيقول : « وهكذا بلغ محمد على باشوية مصر ، ولا جديد في هذه القصة ، فإن مقدماتها ووقائعها تكاد تكون سنوية في تاريخ . م منذ الفتح العثماني والجديد تماما هو أن الذي تولى الباشوية كان محمد على ولم يكن غيره . هذا وحده هو وجه الأهمية في الأمر كله » . ومن الإنصاف ألا يقال : « إن هذا « وحده » هو وجه الأهمية في الأمر كله » . فهناك جديد آخر له أهميته البالغة ، وهو حادث فذ في تاريخ الباشوية . ذلك الجديد هو أن الشعب هو الذي اختار محمد على بزعامة السيد عمر مكرم . هذا الشعب الذي كان من قبل راكدا منزويا لا علاقة له بشئون « السياسة العليا » كما ذكر المؤلف نفسه ، فيقظة هذا الشعب ، وتدخله في « السياسة العليا » وفرض إرادته على هذا النحو هو حادث جديد لا يجوز إغفاله . حادث ذو شأن يستحق التسجيل ويتحدث عن حرب ب الحجاز فيقول « وقد احترم محمد على – بل واستخدم – الجماعات الدينية التي أخذت تتكون