صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/329

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۳۲۵۰- مع شرح الظروف والعوامل والأغلاط التي صاحبت ذلك كله . واستعرض الإصلاحاته الاقتصادية والعلمية والعمرانية ، وحدد آثارها في حياة مصر من جميع الوجوه 6 - صور - إلى حد ما – « شخصية » محمد على وأخلاقه . ولكنه هنا أخفى بعض نوازعه البشرية فقلل من وضوح الصورة « الإنسانية » . وفي خلال هذا العمل لمس الكثير من موضوعاته لمسات هادئة ولكنها معبرة ووصل فيها إلى نتائج قيمة يسترعى إليها الفكر والنفس ، ويصل إليها القارىء في هوادة ورفق . وعندما كان المؤلف يعرض لبعض المآخذ كنت تلمح اللباقة في العرض والإشارة ، كما تلمح الميل إلى التسامح والرفق في المؤاخذة والتعبير ، والتماس وجه العذر حين تتعذر البراءة ! ... وتلك كلها سمات المؤلف نفسه ، يدركها كل من خالطه رئيسا أو زميلا أو صديقا . ولكن هذه السمة الهادئة السمحة تبلغ في بعض الأحيان حد المبالغة في التبرئة أو التماس العذر في مواضع قد تحتاج إلى غير هذه الساحة الرفيقة ، وفاء بحق التاريخ الذي يجب أن يكون قاسيا صريحا في بعض الأحيان . وتصوير الحقائق النفس البشرية بما فيها من ضعف وأخطاء

  • * *

ونضرب بعض الأمثلة للتوفيقات الجيدة في تلك الترجمة : يبدأ المؤلف بتحديد معنى كلة « إسلامي » فينتهى فيها إلى رأى مفيد في . مجال التأريخ من وجهة الاصطلاحات والتقسيمات العلمية . ولكنه مفيد أكثر من النواحي السياسية والدينية والوجدانية جميعاً . ذلك حيث يقول . « مما ذاع بيننا نقلا عن المصطلح الفريجي تقييد استعمال الكلمة : «إسلامي» فكما أن العلماء الأوربيين لا يستخدمون في دراساتهم التاريخية الوصف :