صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/322

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۳۱۸ - والمزاج ؛ وما أتعرف به إلى هذه الشخصية من بين مئات الشخصيات ؛ وما يكشف لي عن الظروف التي أحاطت بهذه الشخصية ، والمؤثرات التي أثرت فيها ، وطريقة استجابتها لهذه المؤثرات استجابة تحمل طابع الخصوصية ، وتدل على معدن هذه الشخصية ؛ وما عدا هذا التفصيلات فهو لغو لا غناء فيه ، من وزحمة تكظ الفراغ ، وتغطى على الخطوط الرئيسية في الصورة !

يتحدث العقاد عن عمر « عمر بن أبي ربيعة » فنحس أن الغزل كان وظيفة ملحة في هذا العصر تتطلب العضو الذي يقوم بأدائها ، وأنه لم يكن مفر من وجود شاعر غزل يلبي هذه الحاجة ، فكان هذا الشاعر ، هو عمر بن أبي ربيعة في هذا الأوان . - كيف أحسسنا بروح العصر هذا الإحساس الواضح الملح ؟ حكاية من هنا و نادرة من هناك ، مما هو معروف مذكور ، ومما يمر به القارى بين الكتب مرات فلا ينتبه إليه . ثم إذا صورة العصر بارزة واضحة على النحو الذي أراد ! وهنا يقتضيني الإنصاف – وقد ذكرت البحوث الجامعية والعقلية بما . ذكرت – أن أثبت للدكتور طه حسين بحثاً قيا عن طبيعة العصر الذي عاش . فيه عمر بن أبي ربيعة وعن نشأة الغزل وأسبابها في هذا العصر ، وعن تلوين هذا الغزل بالألوان التي اصطبغ بها إذ ذاك ، في كتاب « حديث الأربعاء » . وفى هذه الفصول التي عقدها الدكتور عن النزل وعن عمر بن أبي ربيعة خاصة . يلتقى مع الصورة التي رسمها العقاد حينا ويختلف حيناً ، ولكنه يرسم على طريقته صورة مكتملة للعصر وللغزل فيه ، هي إحدى الصور التي تتطلبها في الدراسات الأدبية الناضجة . ثم نعود إلى « شاعر الغزل » فنرى العقاد ينتهى من صورة العصر ومن