صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/309

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

17.01 لا يسيغ ذلك البديع الذي أولع به كتاب العصر الخامس ، ومن خلف من بعدهم فذلك لأننا لا نقحم في ذلك البديع تلك الأنواع التي تحسب في عناصر الأسلوب وتنسب إلى خصائص اللغة ، كصحة المقابلة ، وحسن التقسيم ، وائتلاف اللفظ مع المعنى ، واتفاق الفقرة والفقرة في الوزن ، أو أتحاد الفاصلة في الروي" . « وأقطع الحجج على أن الازدواج والسجع من لوازم الأسلوب العربي أن القرآن ، وهو «كتاب أحكمة آياته ، ثم فصلت من لدن حكيم خبير » قد تجوز في بعض الألفاظ والصيغ محافظة عليهما » ونحن لا تجادل الأستاذ في أن السجع والازدواج أساسان من أسس النثر العربي المأثور – وندع الحديث عن القرآن إلى موضعه – ولا تجادله في أن فيهما جمالا حين يحسن استخدامهما . ولكن هذا لا يعني أنهما مفروضان ضربة لازب على الأساليب العصرية . وقبل كل شيء نود أن نقرر في صراحة . أنه إذا كان في اللغة العربية شعر يبلغ نهاية الجودة وقمة الفن – في بعض الأحيان – فإنه ليس في اللغة العربية نثر يتسم بهذه السمة ! إن الأسلوب النثرى المأثور في اللغة العربية أسلوب متخلف متصنع تنقصه الطلاقة والحيوية والاندفاع . ولم يبلغ النثر العربي يوما ما بلغه على أيدى كتاب العصر الحاضر، الذين أطلقوه من قيوده البطيئة في التعبير والتنغيم على السواء . وهذه حقيقة تنفعنا ، فإنه إذا جاز أن نتجه إلى الشعر العربي المأثور للمحاكاة والانتفاع ، فلا يجوز أن نتجه إلى النثر العربي المأثور إلا لتكوين الذوق اللغوى ، لا المحاكاة الفنية = وإيقاع السجع والازدواج – على تفاوت بينهما – هو إيقاع « التقاسيم » (۱) }} (1) أنا أستخدم كلمة مأثور مقابل - كلاسيك ، وأرى أنها تدل على كامل معناها بشطريه الجودة والاتباع بخلاف كلمة تقليدي . أو اتباعي. فانها تغفل شطر المعنى وهو سبب تقليده واتباعه ( م – ۲۰ )