صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/308

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

والقسم الثاني بعد وصول الماء إلى الأرض يعرض هكذا : « ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء ، فسلكه ينابيع في الأرض ، ثم يخرج به زرعاً مختلفا ألوانه ، ثم يهيج فتراه مصفراً ، ثم ا يجعله حطاما » (( - 17.21 فالرياح تثور ، فتثير السحب في السماء ، فيتراكم السحاب ، فيخرج منه المطر فينزل المطر من السماء ، فيستبشر به عباد الله . فإذا نزل إلى الأرض ، فلا يختلط بالأرض ولا بنبات الأرض – كما حدث هناك – إنما يسلك ينابيع . « ثم » – في تراخ – يخرج به زرعا . « ثم » - مرة أخرى – بهيج فتراه مصفراً – وفي الوقت مهلة لنراء – « ثم» - مرة - . « يجعله ! » وهناك « أصبح هشيا » كأنما هكذا من ثالثة – يحمله حطاما يصير ! نفسه بلا حاجة إلى مصير وفي مشاهد القيامة مثل هذا الإطناب وذلك الإيجاز ، وفي المواقف القصصية وفى كل موضع يقتضى التفصيل أو الإجمال ، فالقرآن في هذا خارج على مأثور النثر العربي . متميز بخصائصه الفنية في كل موقف وفي كل حال . }

فلننظر في السمة الثانية من سمات اللغة العربية ، في تلاؤم الألفاظ . وهى السجع والازدواج ، والازدواج بشكل خاص . يقول الأستاذ : ( « فالا زدواج على إطلاقه ، والسجع على تقييده ، يؤلفان الموسيقية في الأسلوب البليغ ، منذ كان للعرب ذوق ، وللعربية أدب ، فليست الحال فيهما هي الحال في سائر الأنواع البديعية التي نشأت في الحضارة ونمت بالترف ، وسمجت بالفضول ، وفسدت بالتكلف . فالذين ينكرون على من يحسنون التأليف الأصوات ، والمزاوجة بين الكلمات ، والمجانسة بين الفواصل ، إما ينكرون جمال البلاغة وجميل البلغاء في دهر العروبة كله . وإذا أقررناهم على أن ذوق العصر بين