صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/301

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۳۹۷ فن الإنسان أن يتكون الأسلوب من أحد جزأيه . ولا أقصد وجه الشبه بين الأسلوب والماء على تركب هذا وذاك من عنصرين ضربة لازب ؛ إنما أمد الشبه إلى أن نسبة الصورة إلى الفكرة في الأسلوب يجب أن تكون كنسبة الهيدروجين إلى الأكسجين في الماء ! وإذن لا يعد الأساليب الفنية تلك المعاني الحكيمة التي تعرض في معرض بشع من الركاكة والغثاثة والتعقيد والخطأ ، ولا تلك الصور المموهة التي تنتفخ انتفاخ الفقاقيع ، وتبرق بريق الشرر ثم لا يكون من ورائها غير فراغ وظلمة » ا ففي هذا التقرير قصد ودقة تعود بنا إلى الحقيقة الأولى التي اتفقنا عليها و تحسب لكل من الفكرة والصورة حسابها الصحيح . ويبلغ الأستاذ الزيات فصل الخطاب حين يتحدث عن « الذوق » فيقول في ص 33 : . 6 « ولكل لغة من اللغات المتمدنة عبقرية تستكن في طرق الأداء ، وتنوع الصور ، وتلاؤم الألفاظ . وهذه العبقرية لاتدرك إلا بالذوق . والذوق لا يعلم ، وإنما يكتسب بمخالطة الصفوة المختارة من رجال الأدب ، ومطالعة الروائع العالمية لعباقرة الفن . واطلاع الكاتب على الأمثلة الرفيعة من البيان الخالد يرهف ذوقه أفقه ، ويريه كيف تؤدى المعانى الدقيقة ، وتحيا الكلمات الميتة » . ولكي لا يقع اللبس في ما يعنيه الأستاذ بالكلمات الميتة ، نقتبس فقرات له في ص ۸۲ توضح هذا المعنى ، ولها في ذاتها قيمة في بيان قضية البلاغة : « وفي اختيار الكلمة الخاصة بالمعنى إبداع وخلق ؛ لأن الكلمة ميتة ما دامت في المعجم ؛ فإذا وصلها الفنان الخالق بأخواتها في التركيب ، ووضعها في موضعها الطبيعي من الجملة ، دبت فيها الحياة ، وسرت فيها الحرارة ، وظهر عليها اللون ، ويوسع . امن و امان کا ایمان اور ان کا