صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/293

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ۲۸۹ –

« دفاع عن البـــــلاغة »



للمرة الأولى بعد كتابي « عبد القاهر » في القرن الرابع الهجري ، تعرض قضية البلاغة على بساط البحث في هذا المحيط الشامل ، وتناقش بوصفها وحدة في بحث مستقل ، لا في صدد دراسة لكاتب أو كتاب١

ونحن قد تخالف الأستاذ في الكثير من قضايا هذا الكتاب كما نوافقه على أسس معينة لهـذا البحث . ولكن هذا كله شيء آخر لايمس القيمة الذاتية للكتاب في المكتبة العربية ، بوصفه أول علاج شامل لقضية البلاغة بعد كتابي عبد القاهر ، لا يقف فيه مؤلفه عند الأدب العربي وحده ، بل يسترشد كذلك بالنقاد الفرنسيين ، وبتطور المذاهب الأدبية هناك ، كما يسترشد بالنقاد العرب ، وتطور الأساليب في العصر الحديث .

وعنوان الكتاب قد يدل على موضوعه دلالة كافية « دفاع عن البلاغة » والأستاذ الزيات أولى الكتاب المعاصرين بالدفاع عن البلاغة فهو صاحب « مذهب التنسيق التعبيري» كما وضعت له عنوانه في كتابي القادم : « المذاهب الفنية المعاصرة » ذلك المذهب المتفرع عن المنفلوطي ، صاحب « مذهب الابتداع التعبيري » .

  1. يقال : إن هذه القضية عرضت في كلية الآداب بالجامعة المصرية وأنا لا أدري كيف عرضت هناك ولا في أي محيط عرضت . وأحسب أن الناس كذلك لايدرون شيئاً عن هذه المحاولة الموضعية
( م – ۱۹ )