صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/294

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۲۹۰ - والذي يجعل للتعبير وتنسيقه أهمية كبرى في الفن بل الذي يجعل أساس العمل هذا « التنسيق التعبيري » الفني هو

الأستاذ في أساس القضية ، وهو أن العمل الفني في الأدب نحن نتفق مع لا يوصف بالجودة إلا أن يتهيأ للفكرة الجيدة ، أو الإحساس الجيد ، أسلوب جيد وعبارة جيدة ؛ وأن التعبير ليس نافلة في العمل الفني في الأدب ، وأنه لا يفسد ويرك ويتعقد ثم تبقى لهذا العمل قيمته الفنية « فالفكرة والصورة في الاسلوب كل لا يتجزأ ، ووحدة لا تتعدد . وليس أدل على اتحادها من أنك إذا غيرت في الصورة تغيرت الفكرة ، وإذا غيرت في الفكرة تغيرت الصورة . فقولك : أعنيك ، غيرقولك : إياك أعنى . وقولك : كل ذلك لم يكن غير قولك : لم يكن كل ذلك . وقولك : ما شاعر إلا فلان غير

ما فلان إلا شاعر . فترتيب الألفاظ في النطق لا يكون إلا بترتيب المعاني

قولك في الذهن » ... ص 60 « من ذلك نرى أن الأسلوب خلق مستمر : خلق الألفاظ بواسطة المعاني وخلق المعاني بواسطة الألفاظ . ومن ذلك نرى أن الأسلوب ليس هو المعنى وحده ، ولا اللفظ وحده ، وإنما هو مركب فنى من عناصر مختلفة ، يستمدها الفنان من ذهنه ومن نفسه ومن ذوقه . تلك العناصر هي الأفكار والصور والعواطف ، ثم الألفاظ المركبة ، والمحسنات المختلفة . والمراد بالصور إبراز المعنى العقلي أو الحسى في صورة محسة . وبالعاطفة تحريك النفس لتميل إلى المعنى المعبر عنه أو لتنفر منه » . ص ٦٢ أوافق الأستاذ على هذا الأساس الذي عبرت عنه على طريقتي في كتاب « التصوير الفني في القرآن » والذي سبقنا إليه الإمام عبد القاهر فعبر عنه على