صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/291

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

– ۲۸۷ – « ففي هذه الأبيات التي اقتطفناها من مختلف قصائده ، وفى الكثير غيرها مما لا متسع هنا لإيراده ، تراه دائماً أبداً جامعاً بين التقيضين مبنى ومعنى : البشاشة والانقباض . الضحك والبكاء ، الحزن والفرح ، دمع العين وضحك القلب ، الويل والنعمة ، الشؤم واليمن . افترار الثغر الحزين ، واكتئاب الوجه الباسم . « هذا شأنه في الشعر الذي أنشأ ، وفي الشعر الذي ترجم : استوقفته معان كثيرة في ترجماته القصصية ، فحفظ منها فقط ما كان صدى لشعوره معنى وحسنا ، فنظمه شعراً . « وهكذا يضرب دائماً على وتر واحـد ؛ ولكنه قادر على إخراج أنغام مختلفة على هذا الوتر . وتلك الأنغام المختلفة الطبقات ، المتنوعة الدقات والغنات ، ترجع دائماً إلى قرار واحد : الدمعة الضاحكة أو الضحكة الباكية » وهكذا يلخص طبيعة « طانيوس عبده » تلخيص ناقد شاعر في حسه وتعبيره ، فإذا رجعت إلى ديوان طانيوس رأيته مصداق هذا التلخيص الفذ . الفذ في كل ما كتب أنطون الجميل من نقد ومن تقدمات لدواوين الشعراء وهم كثيرون . ويقرب من هذه المقدمة البارعة كلمة كتبها عن « شاعرية خليل مطران » في « مجلة الزهور » سنة 1913 . يلخص فيها منابع شاعرية مطران ، وآثارها الواضحة في شعره "

. 6 وبعد فإن الألمعية واللباقة ها السمتان البارزتان في أنطون الجميل الأديب بروزهما في أنطون الجميل الصحافي وعضو الشيوخ . وإنه لصحافي من فرع رأسه إلى أخمص قدمه كما قلت في أول المقال . الناقد وقد وافق فراغي من هذه الكلمة الإنعام على أنطون الجميل الصحفى بالباشوية