صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/289

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

– ۲۸۵ - بعضا ؟ أم إنها تشبيهات وعبارات وليس وراءها رصيد من شعور ، ولا عاطفة إنسانية – بله العاطفة الشاعرية – ؟ تلك سمة مطردة في كل أوصاف شوقى . تدل على أن المسألة كانت مسألة صياغة ومرانة عليها . لا مسألة حساسية شاعرية معينة . فالشاعر الذي يتحرك وجدانه أية حركة أمام المشاهد والحوادث ، يكون شعوره مطبوعا بطابع معين في اللحظة المعينة . ويكون انفعاله انفعال فرح أو ألم ، وصرح أو انقباض وسعادة أو شقاء ... إلى آخر الانفعالات الإنسانية الصادقة ، ولا يكون هكذا صرحاً إلى أقصى حدود المرح ، وكئيباً إلى أقصى حدود د الكآبة ، في لحظة واحدة أمام مشهد واحد ! t وتصحيح موقف واحد كهذا الموقف ربما كان ذا قيمة في بيان معنى الشعر والشاعرية للكثيرين من النظامين الوصافين في هذه الأيام الشاعر إنسان على الأقل . لا آلة تشبيهات وتعبيرات !!!

ونكتفي بهذا القدر من التعليق . ولكننا ننبه إلى ملابسة قد يكون لها دخل في موقف أنطون باشا في هذا الكتاب : الكتاب محاضرتان : قيلت إحداها بمناسبة تكريم شوقى ، وقيلت الثانية بمناسبة رثائه . وكلتا المناسبتين تقتضى مجاملة خاصة ، ولباقة خاصة . وقد كان أنطون باشا أن ينفذ بلباقته الأدبية الصحفية من خلال المجاملة فيقرر المسألتين اللتين سبقت الإشارة إليهما : مسألة « شاعر الأمراء » وعلاقتها « بأمير الشعراء » ومسألة : الأوتار التي ضرب عليها شوقى والقيثارة التي لم يشدد فيها وتراً جديداً والباقى جاء استعراضاً أكثر منه نقداً . وهو استعراض جامع دقيق فيه