صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/287

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۲۸۳ - وأنطون باشا يقول : « امتازت حكمه واجتماعياته بسهولة معناها ورواء مبناها »

. وهذه ميزة في الصياغة لا في الطابع النفسي والعقلي . ويقول : « فلسفته في الحياة فلسفة باسمة لا عبوس فيها ولا تجهم » ... ونحن لم نلمح فلسفة معينة على الإطلاق لا باسمة ولا عابسة ، إلا إذا كان الأستاذ يعني ما أشار إليه مرة ، وهو أن شوقى لا يتعصب الذهب من المذاهب ، ولا يتحرج من استقبال الخلف والسلف والآراء المتضادة في يسر وهوادة . وهذا شيء آخر غير الابتسام والعبوس . إنه شيء من ليونة الأخلاق يلخصه البيت الذي اقتطفناء : إذا الفتنة اضطرمت في البلاد ورمت النجاة فكن إمعة الذي تسميته فلسفة شوقية ، وطابعا ظاهرا وهذا وحـده ، هو لحياته وشعره ! إننا نفهم من الفلسفة المعينة أن تكون كفلسفة المتنبى مثلا : فلسفة الصراع الأحياء . أو كفلسفة والغلاب والاقتحام تنبعث من الطبع الحي المصطرع مع المعرى : فلسفة التشاؤم المنعزل الزاري على الحياة في أساسها العميق فما فلسفة شوقي في مثل هذا المجال ؟ لا شيء إلا الحكم والمواعظ الشائعة التي لا تحمل فلسفة خاصة ، ولا تدل على مزاج معين لفرد خاص من بنى الإنسان .

ونتجاوز وتر الحكمة إلى وتر الوصف . فنرى مؤلف « شوقى » يختار بعض المقطوعات الوصفية . ونقف نحن منها أمام وصف شوقى لهيـكل أنس الوجـود حيث يقول : قف بتلك القصور في اليم غرقي ممسكا بعضها من الذعر بعضا