صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/285

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

1 وما من شك أن هذه براعة تحسب لشوق من الناحية الفنية البحتة : أن يستطيع تصوير اتجاه الجماهير ، في الوقت الذي لا تنفعل نفسه بما تنفعل به نفوسهم ! ولكن «حافظ» – وهو أقل براءة من شوقى بلا جدال ، وأضيق أفقا وثقافة – أصدق حسا عما عنه ، وإن كان كلاهما لا يرتفع في إحساسه وتصوراته عن الجماهير العادية ، ولا يمتاز إلا بالقدرة على الأداء حيث لا تقدر الجماهير على هذا الأداء ! يعبر <- TAI - وهذا هو الوضع الصحيح – لشوقى ، ولحافظ – في كونهما عاشا مرآة للرأى العام .

  • * *

قرر الجميل باشا أن شوفى « لم يشد إلى قيثارة الشعر وترا جديدا ولكنه عرف كيف ينطق الأوتار القديمة بنغات جديدة مستعذبة » . ثم أخذ يستعرض الأوتار القديمة التي وقع عليها شوقى هذه النغمات الجديدة . فتحدث عن : « وتر الدين » و « وتر الوطن » و « وتر الحكمة » و « الوتر المصور » و « الوتر الخاص » في الغزل والرثاء ، والعواطف الشخصية على وجه العموم . وفي هذا الفصل تلخيص جيد لموضوعات شوقى واتجاهاته ، تدل على دراسة كاملة لشعر شوقى ، واستخلاص أوتاره الأساسية ، والاستشهاد عليها ی ... مقتطفات شتی والتعليق هنا على بعض هذه المختارات مفيد في فصل النقد ، ومصور للاتجاهات المختلفة في النظر إلى الأعمال الفنية الواحدة من زوايا متعددة !

    • ** *

يقول الناقد الأديب عند استعراضه للنفات التي عزفها شوقى على وتر الحكمة : ا ال اي فورية