صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/281

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۳۷۷ « أليس من البراءة أن تمدح المرء بمحمدة لتحببها إليه ، وأن تدم له منقصة لتكرهه فيها ؟ أليس ذلك ما فعله شوقى في قوله للسلطان محمد رشاد : جددت عهد ( الراشدين ) بسيرة نسج الرشاد لها على منواله بنيت على الشورى كصالح حكمهم وعلى حياة الرأي واستقلاله وفي قوله : وإذا سبا الفرد المسلط مجلسا

ألفيت أحرار الرجال عبيـــــــدا « بمثل هذا مدح شوقى الملوك والأمراء ، متخذا المديح في أغلب الأحيان وسيلة لطلب العدل والإنصاف في الرعية ولتمجيد الشورى والحرية ، كما رأيت في ما ذكرنا وما تجد منه الشيء الكثير في سواه . « وهكذا لم يغير عقيدته السياسية ومبدأه الاجتماعي ، فما هما في جميع مدائحه وإن تبدل اسم الممدوح . والشاعر شاعر أيا كان الروي الذي يختاره لقصيدته ، ما دامت نفسه حساسة وقريحته فياضة . وهل اسم الممدوح في جميع ما ذكرنا سوى الروى ؟ وقد قال هو نفسه : ولا يمضى جلال الخالدينا جلال الملك أيام وتمضى « ونعتقد أنه لا بد من شجاعة في النفس للاقدام على ذلك ، كما أنه لا بد من كثير من البراعة والمرونة واللباقة لهذا التغيير في الشكل دون التغيير في الجوهر حتى يتم ذلك بلا تبجح ولا تعصب للمبدأ الجديد . والتعصب كما هو معروف ملازم عادة لمن يذهب مذهبا جديدا ، في السياسة أو في الدين . وهذا ما عرف شوق أن يتجنبه » ... الخ ونحن نخالف الأستاذ المؤلف في هذا لأمرين اثنين : 6