صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/280

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۲۷۶ يدعو الأزهريين إلى الالتفاف حول العرش : كونوا سياج العرش والتمسوا له « ولكنه يعلق على ذلك بقوله : وتقيأوا الدستور تحت ظلاله نصرا من الملك العزيز مؤزرا كنفا أهش من الرياض وانضرا « فماذا يهمنا اسم الممدوح ، وماذا يهم بنوع خاص ، الأجيال القادمة إذا كان المدح ينطوى على مثل هذه العظات والحكم البالغة . فليمدح الشاعر من شاء من الملوك ما دام يقول له : والعدل في الدولات أس ثابت يفنى الزمان وينقد الأجيالا أو ما دام مهیب به : إن ملكت النفوس فابغ رضاها فلها ثورة وفيها مضــاء يسكن الوحش للوثوب من الأس ر، فكيف الخلائق العقلاء « ألا يحتاج الشاعر – كما يحتاج الحكيم – إلى الحيلة ليحمل حملته على روح الاستبداد كما يفعل شوقى مشيرا إلى توت عنخ آمون : المستبد يطاق في ناووسه لا تحت تاجيه وفوق وثابه(۱) والفرد يؤمن شره في قبره كالسيف نام الشر خلف قرابه « ألا يعد الشاعر أبلغ مرشد وأهدى هاد – في مدح الملوك - إذا عرف أن يقول كشوق : زمان الفرد يا فرعون ولی ودالت دولة المتجــــــــبرينا وأصبحت الرعاة بكل أرض على حكم الرعية نازلينا فؤاد أجل بالدستور دنيا وأشرف منك بالاسلام دينا على جنباتها للمالكينا بني ( الدار(٢) ) التي لا عز إلا ولا استقلال إلا في ذراهـا لمتبوع ولا للتـــــابعينا (۲) دار النيابة (۱) الوثاب السرير الذي لا يبرح الملك عليه .