صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/255

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

– ٢٥١ - ولو كان الأمر أمر حادثة تشرح ، وموقف يروى . لسكان في هذا الحيز الكفاية ، ولكنه -كما قلت – أصدر أحكاما حاسمة ضخمة على هذه الشخصيات ، ومدى معرفتها أو جهلها بالعناصر النفسية في سياستها . وهـذا تقويم نهائى لكل شخصية من تلك الشخصيات التي يحيط بها عدد لا يحصى من العوامل والأسباب والخفايا ، ولا بد من دراسة هذا كله قبل الحكم عليها ذلك الحكم القاطع الصريح

  • * *

أما الملاحظة الثانية فتبدو على أتمها في الحكم على موقف « عمر بن الخطاب » من العهد بالخلافة ، وندع المؤلف يبين رأيه في هذه السطور : « مرض رســـــــول الله صلى الله عليه وسلم مرضه الذي قبض فيه فأمر أبا بكر أن يصلى بالناس ، فلم يزل أبو بكر يصلى بالناس حتى اليوم الذي مات فيه الرسول ، ثم كان من أمر السقيفة ما كان ، وجرى فيها من تنازع المهاجرين والأنصار ما جرى حتى تمت البيعة لأبي بكر . ) « ثم مرض أبو بكر المرض الذي مات فيه ، فاستخلف على المسلمين عمر بن الخطاب « ثم طعن عمر، فدخل المهاجرون عليه وهو في البيت من جراحه ، وسألوه أن يستخلف عليهم ، ، فكيف كانت سبيله في هذا الاستخلاف ؟ « لم يخل استخلاف عمر على المسلمين من كثير من الحيرة والتردد ، فهو لم يشأ أن يحمل المسلمين حياً وميتاً ، ثم رأى أنه إذا استخلف فقد استخلف من خير منه ، يعنى أبا بكر ؛ وإذا ترك الأمر فقد تركه من هو خير منه ، يعنى النبي ؛ ثم رأى أنه لو أدرك أبا عبيدة بن الجراح لاستخلفه وولاه ، ولو أدرك معاذ بن جبل لاستخلفه ، ولو أدرك خالد بن الوليد لولاه ، وفي هذا كله كثير هو