صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/254

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وأخيرا نصل إلى مواضع الاختلاف الرئيسية : إن أول ما يلاحظه القارىء ء لهذا الكتيب ، أنه تصدي لموضوع ضخم لا يمكن دراسته في هذا الحيز الضيق ، وهذا يجر إلى أن تعرض موضوعات كبيرة ثم لا تدرس الدراسة الواجبه لها ، فينالها التشويه أو خطأ طأ الحكم ، أو اقتضاب أسبابه . والضرر من هذا النهج كبير والملاحظة الثانية – ولعلها ناشئة عن الأولى – أن المؤلف يصدر أحكاماً ضخمة حاسمة في يسر وسهولة وبدون اكتراث ، وبلا تخرج . هذا التحرج الذي توجيه عوامل كثيرة - 140-1 - والملاحظة الثالثة وقد أشرت اليها من قبل - : هي عدم التفرقة بين المعرفة بالعنصر النفسي ، والقدرة على التصرف بما توجبه هذه المعرفة والملاحظة الرابعة أن روح « النفعية » تنال الاستاذ الترحيب والتنويه في كثير من الأمثلة التي ضربها ، وفي كل تعليق عليها ، وهـذا اتجاه خطر في تقويم الأشخاص والأحداث وندع هذا الإجمال إلى التفصيل بذكر الأمثلة على ما نقوله . ((

تتحقق الملاحظة الأولى في الكتاب كله . وحسبك أن تعلم أن الاستاذ المؤلف قد أصدر أحكاماً حاسمة على محمد صلى الله عليه وسلم ، وعلى خلفائه رضي الله عنهم ، وعلى معاوية وعمرو بن العاص ، وبشير بن سعد ، والمغيرة بن شعبة ، وزياد بن أبيه ، وعبد الملك بن مروان ، والحجاج ، وموسى بن نصير ، ومروان بن محمد . . . كل أولئك في عشر ومئة صفحة ، إذا نحن أخرجنا المقدمة والتعقيب ، وفصلا عن سياسة المال ، من الكتاب الذي لا تتجاوز صفحاته أربعا وأربعين ومئة صفحة من قطع الجيب في سلسلة اقرأ »