صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/242

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

– ۳۳۸ – تسجل هذا كله في بساطة ويسر ووضوح ، وبلا تكلف إلا في النادر ، وبلغة سهلة صحيحة إلا في مواضع قليلة ، لم يكن من العسير تحرى الدقة فيها ، وكان من الخير تحريها . وليس من الضروري أن نوافق « السندباد المصرى » في آرائه وأحاسيسه واتجاهاته لنؤدى له هذه الشهادة ، فنحن – على العكس - نخالفه في أساس اتجاهه الذي يعلن عنه « إهداؤه » في صدر الكتاب حين يقول : « درجت على حب الغرب ، والإعجاب بحضارة الغرب ، وقضيت أهم أدوار التكوين من عمرى في أوربا ، فتمكنت أواصر حبي ، وتقوت دعائم إعجابي ، فلما ذهبت إلى الشرق ، عدت إلى بلادى وقد استحال الحب والإعجاب إيمانا بكل ما هو غربي » (( = ا نحن نخالفه في هذا « الإيمان بكل ما هو غربي » وفى زرايته على الشرق وعاداته وأساطيره ودياناته وسنناقش منه هذا الاتجاه . ولكنا – مع هذا يعجبنا فيه « الإنسان » الحي الوجدان ، « والفنان » المفتوح العين والحس والضمير ، وإنه لحسبك أن تجد « الإنسان » و « الفنان » في أي مخلوق ، ثم ليكن له بعد ذلك ما يكون من الآراء والاتجاهات ، فستجد عنده مادة إنسانية وفنية تستحق العناية والاهتمام . وهذا هو المطلوب - قبل كل شيء – في كتاب يقرؤه الناس في حدود « الأدب الخفيف » الذي يمثله هذا الكتاب . وأنت تخالف « السندباد المصرى » أو توافقه في اتجاهاته العامة ، ولكنك ستعجب به، وهو يحدثك عن «مشمشة» قطة السفينة ، حديث «الإنسان» العارف بقدر الحياة ، فيشعرك بالتعاطف الإنساني بينه وبينها ، هذه « المشمشة » التي « عادت إلى مصر ضمن من عادوا إليها بعد أن طوفت معهم تسعة أشهر في طول )