صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/24

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۲۰ – ولكن الخلود لا يكتب إلا لذوى الطبائع الضخمة ، الذين قد يلمون في الطريق بما هو شائع مشترك في النفس الإنسانية ، ثم يحلقون في آفاقهم الخاصة ، حيث يرقبهم الناس ، كما يرقبون النجوم البعيدة . يتلقون منها الحرارة والضياء ، وهي بعيدة عنهم في أجواز الفضاء ! لام ليفي وهم لا يردون إلى وحكم جيل واحد قد لا يكفى . فلا بد من تتابع الأجيال في كثير من الأحوال . لتبين البهرج الزائف الرخيص ، من المعدن الأصيل الثمين .

وحين نستوفي الحديث عن أنماط النفوس ، ونماذج الأحاسيس نرتد إلى التعبير نفسه . ففي ميدانه تتفاضل المواهب ، ويكون للنقد مجال . وقد أشرت في تعليق على مقطوعة « تاجور » إلى قيمة « طريقة الأداء » في الفنون الأدبية ، التي قد تكون « الطريقة » فيها حاسمة في تقدير العمل الفنى ومستواه . ولكن هذا بحث آخر بلى هذا البحث في الكتاب )