صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/23

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۱۹ - ا ی محاولة الملك العنيف ، والاحتجان الغليظ ، للجمال الوديع والروح المشاع ، صوفية الفناء السمح في الروح العام بلا احتجاز ولا تملك ولا احتياز ! ولا يفوتني أن أنوه هنا بطريقة الأداء ، وجمال تصويرها لهذا الشعور الفريد . فتاجور قد اختار هنا أن يصف لنا « التجربة » التي قام بها ، وأن يطلعنا على نتائجها واحدة واحدة . وأن يقف معنا هو وتجربته ونتائجها ، لنشاركه كل خطوة فيها ، ولتمتلىء مشاعرنا بالحقيقة الشعورية التي اهتدي إليها . حتى إذا وصل إلى النهاية فقال : ی « كيف ينبغى للجسد أن يلمس الزهرة التي لا يقدر على لمسها غير الروح » ؟ كنا قد وصلنا معه إلى هذه الشفافية الروحية الصوفية . ولو أنه ألقى بها إلينا معاني مجردة لحرمنا لذة مشاركته هذه التجربة الفريدة . ولطريقة الأداء قيمتها إذن في تصوير الأحاسيس الرفيعة ، وإشاعة الشعور بها في نفوس الآخرين ، بمقدار ما تطيق هذه النفوس تصور تجارب الآخرين . ونتيجة ثالثة أحب أن أخرج بها من مقدمات هذا البحث إن الطبائع الفنية الممتازة ، والنفوس الغنية الموفورة الرصيد ، أقل عددا في هذه الحياة من الطبائع الشائعة المكرورة والنفوس المحدودة التجاريب . وينشأ من هذا أن الفن العادي المريح ، الذي لا يكلف النفوس عنـاء في التصور ، ولا جهدا في الإدراك ، أشد سيرورة من الفن الممتاز – ما لم تتدخل في الأمر عوامل أخرى غير العوامل الفنية البحتة – لأن كثرة القراء في كل جيل يعجبها الفنان المريح ، الذي لا يعلو على طبائعها كثيرا ، بل يشايعها في تصورها وإحساسها بالحوادث والأشياء ، وتجد في فنه صدى تجاربها النفسية المحدودة . وطبائعها الشعورية الشائعة . ? قمر الى تحاول الاسماء عتنا کرنے .