صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/184

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وما الحوادث والشخصيات إلا أدوات فقط للوصول عن طريقها إلى هذا الهدف الأخير . – ۱۸۰ – إنه – من وجهة نظر المذاهب الاجتماعية التي يدعو إليها - يعد ناجحاً إذا هو قد هز في النفس الإنسانية عنصر الاستقرار ! فهو إذن من خيرة من يصلحون لهذه الدعوة ، لا بما يلقيه هنا وهناك من توجيهات ظاهرة ، ولا بما يغمز به النظام الاجتماعي والاقتصادي من غمزات موجية . ولكن – قبل بما يطلقه في النفس الإنسانية من التأرجح المضطرب الذي ذلك كله لا يقر على قرار ! ه قال مليم بلا جدال

  • * *

.

ثم حمل عدته وانطلق في الطريق دون التفات ، وهو يضرب الأرض في عزم وإصرار كأنه مقدم على فتح عكاء . أما رفيقه فقد وقف يشيعه بابتسامة ساخرة ؛ فلما أن صار منه على مرمى حجر ، صاح في أثره قائلا متری وقهقه ضاحكا ثم انكفا إلى طريق غير الطريق » . -

« باغ النقاش أقصاء بين خالد وأبيه كعادتهما كلما دار بينهما حديث -- أي حديث ومهما يكن الموضوع تافهاً ، فانه يتطور على الدوام إلى اصطدام عنيف بين الأب وابنه . أما الأب فداهية مراوغ ، يلذ له شعور القوة الذي يدفع بالقط إلى العبث بفريسته قبل التهامه ، فهو يطيل من النقاش ويدير دفته إلى وجوه من الرأي يعرف أن ابنه يضيق بها ذرعا ، ثم يرقب في سعادة