صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/183

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۱۷۹ – هذه القصة بأنها من « أدب الوعي الاجتماعي » إن انحصار القصة في هذا الحيز لم يسلبها السمة الفنية الأصيلة . وإن المؤلف ليبدو في قصته هذه صاحب موهبة فنية لا سبيل إلى الشك فيها . موهبة العرض ، والتنسيق ورسم الملامح والشخصيات ، وإدارة الحوادث والمفاجآت فهي من هذه الناحية تستوفى صفات القصة الجيدة على وجه العموم ثم هي تحمل طابع مؤلفها بوضوح في نواحي النقص فيها ونواحي الكمال . فالمؤلف صاحب طريقة مطبوعة وأسلوب مرسوم . وهذا يقرر وجوده الفني في عالم القصة بلا جدال يعمل المؤلف في جو متماوج مخلخل جو « الضباب والرماد(۱) » . فتمر الحوادث والشخصيات والملامح والانفعالات مرأ متأرجحاً متماوجا . وتبدو للعين كما تبدو المناظر وراء الضباب ليست هناك مواقف حاسمة ، ولا انفعالات صارمة ، ولا حركات عنيفة ، ولا ضجات توقظ الإحساس . وحينها تنتهي القصة تحس أنك في حاجة لأن تقرأها من جديد ، لتتثبت من ملامحها التي مرت من قبل مر السحاب ! وربما خطر لك أن تسأل ماذا يريد ؟ ثم تتوارى الشخصيات والحوادث لتجد في نفسك انفعالات غامضة متماوجة ، تثير القلق والتأرجح والاضطراب ... غرض ... يخيل إلى أن هذا هو كل غرض المؤلف من عمله الفنى – إن كان له

أن يثير القلق الغامض والتأرجح المضطرب ، وأن يغمز اليقين

الهادي ، ويطلق في النفس الإنسانية عنصر الاضطراب، ويسلبها الثقة والاطمئنان لأي شيء في الحياة ! (۱) عنوان أقصوصة للمؤلف