صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/182

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- - ۱۷۸ – . مـــــــــيم الأكبر الفنية قصة « مليم الأكبر » هي قصة الصراع بين الطبقات ، مصبوبة في قالب فنى . فهي على هذا الوضع من أدب « الوعى الاجتماعي » الذي يدعو إليه جمهور من المفكرين في جميع أنحاء العالم ، وتدعو إليه الاشتراكية والشيوعية بوجه خاص ولهذا النوع من الأدب قيمته – وبخاصة في هذه الفترة من حياة العالم - ولكن الذي يثير الانتقاد هو غلو الداعين إليه ، ومبالفتهم في فرضه على جميع الفنانين ؛ بوصفه ضريبة إنسانية على كل فنان هذا الغلو غير مفهوم من الوجهة فالانسانية ليست هي هذا الجيل وليست بل من الوجهة الإنسانية بضعة الأجيال المقبلة ... إنما هي الأجيال الماضية منذ الأزل ، والأجيال المقبلة طول الأبد . وهـذه وتلك لا تنكمش في هذا الحيز الضيق ، حيز جيل من الأجيال . ثم إن هنالك مطالب الانسانية التي لا تنحصر في ضرورات الطعام والشراب ، ولا في حيز الضرورات على الاطلاق ؛ إنما تتطلع إلى آفاق أرفع وأرحب ، وتهفوحتى في أشد حالات الضرورة ، إلى ألوان من الفن المطلق الرفيع . وإذا صح أن أدب الوعى الاجتماعي ضريبة على كل فنان ، فلتكن نسبته هي نسبة الضرائب إلى مجموعة الإيراد ! بل ليكن فرض كفاية على الفريق المهيأ له من بين جموع الفنانين ، فالتجنيد قد يصلح في كل بيئة إلا بيئة الفنانين ! هي لعادل كامل

- ثم أبادر إلى تصحيح وهم ربما يكون قد سبق إلى ذهن القارى حين وصفت