صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/181

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ـ ۱۷۷ - حرب إطاراً للصورة ... تلك هي قصة « عودة الروح » لتوفيق الحكيم . ولكن من الحق أيضا أن أقرر أن الملامح المصرية الخالصة في «خان الخليلي » أوضح وأقوى ؛ ففي «عودة الروح» ظلال فرنسية شتى ، وألمع ما في عودة الروح هو الالتماعات الذهنية ، والقضايا الفكرية بجانب استعراضاتها الواقعية ؛ أما «خان الخليلى » ؛ فأفضل ما فيها هو بساطة الحياة ، وواقعية العرض ، ودقة التحليل . وقد نجت « خان الخيلى » من الاستطرادات الطويلة في « عودة الروح » فكل نقط الدائرة فيها مشدودة برباط وثيق إلى محورها الأصيل . وكل رجائى ألا تكون هذه الكلمات مثيرة لغرور المؤلف الشاب المرجو - في اعتقادي – لأن يكون قصاص مصر في القصة الطويلة . فما يزال أمامه الكثير لتركيز شخصيته والاهتداء إلى خصائصه ، واتخاذ أسلوب فني معين توسم به أعماله وطابع ذاتی خاص تعرف به طريقته . ا و بعض هذه الخصائص قد أخذ في البروز والوضوح في قصصه السابقة وفي هذه القصة ؛ وهي الدقه والصبر في رسم الخوالج والمشاعر وتسجيل الانفعالات المتوالية ، والبساطة والوضوح في رسم صورة لحياة أبطاله . والبقية تأتى إن شاء الله ! ( م – ۱۲ )