صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/162

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ولقد لفتت نظري تلك البدعة الغالية في تقديس الماضي ، التي تقول إن في إقامة المسرحية على أساس هذه الأسطورة الشائعة تشويها للحضارة وتجريحاً للشخصيات التاريخية وفات الذين قالوا بهذا القول أن تلك الأسطورة ليست من صنع « عزيز أباظة » فهو لم يبتدعها ابتداءاً ؛ إنما هي رواية وعاها التاريخ محققاً أوغير محقق ، وعاشت بعد المأساة إلى اليوم . فإذا جنح مؤلف إلى استخدامها في عمل فني - لا في تحقيق تاریخی – فانه لا يكون قد صنع شيئا أكثر من ترديد رواية قائمة وصوغها في صورة تنقلها إلى المستوى الفنى والذين يستعظمون أن يخون « جعفر » عهده مع الهوى مع « العباسة » ويستعظمون على « العباسة » هاشمية – أن تضعف فتستسلم ... هؤلاء إنما يقدسون غير مقدس ، فوق إغفالهم للنوازع البشرية الحية التي هي قوام الحياة وقوام الفن أيضاً 11011 - على أن الراجح تاريخياً أن « العباسة » كأختها « علية بنت المهدي » لم تكن فوق مستوى الشبهات – وعلم ذلك عند الله طبعاً . ولكننا في الدوائر الإخبارية تذكر هذا – وهناك رواية تقول : إنه كانت لجعفر « قهرمانة » تزين له الجواري والنساء ، وتقدمهن إليه في لياليه الحمراء ، وإن العباسة كانت مولهة الذي نشأ صغيراً مع أخيها هرون – ولكن مكانها من الخليفة وهو لم يكن يبيح لها ولا لجعفر إرواء هذا التوله ، فرغبت إلى قهرمانته أن تقدمها إليه في ليلة دون تعريف ... وكان هذا ، فلما كشفت له عن شخصيتها بعد ، تعاظمه الأمر وتوقع الشر . يجعفر وغير « عزيز أباظة » كان يؤثر أن يقيم روايته على مثل هذا الاتجاه ))> - « الرشيد » وأن يطيع بحجة أنها أميرة - دون أن يلومه أحد – وكان يجد في نزوات الوجد الجامح ، واندفاعات