صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/160

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- 156 - { العباسـة لعزيز أباظـة هذه مسرحية المؤلف الثانية . وقد اختلف استقبالها من المعلقين والنقاد استقبال سابقتها « قيس ولبنى » ... . قوبلت الأولى بالترحيب الخالص والثناء المطلق ، بينما اختلفت الآراء في استقبال الثانية ، وتعرضت للنقد الذي بلغ بعضه حد العنف والهجوم . وهذه ظاهرة طيبة ذات مغزى قيم للأدب وللمؤلف جميعاً . وأقل ما تدل عليه أن عنصر المجاملة لم يعد هو الذي يقرر مصاير الأمور في الأدب .. وأقول : « المجاملة » دون أن أنتقص من قيمة « قيس ولبنى » التي كان لي أنا بالذات موقف قوى في تقديرها ، ورأى قاطع في تفوق مستواها الفني والأدبي بالقياس إلى كل ما تحويه اللغة العربية من نظائرها . ولكنى أقول : « المجاملة » لأن العمل الفني الواحد الذي يحوز رضاء الجميع . كما بدا في استقبال « قيس ولبنى » غير موجود وهناك دلالة أخرى لهذا النقد الذي واجهته « العباسة » وهي أن عزيز أباظة لم يعد ضيفاً على مائدة الأدب ، يفسح له أصحاب المأدية وبهشون في وجهه ، ويبشون كما يصنع للضيفان – إنما هو اليوم من أصحاب المأدبة . يأخذ مكانه بينهم باستحقاقه وجهده ، وعليه أن يشق طريقه ويحتمل صدمات الزحام ، والذي لا شك فيه أنه قادر على الصدام في الزحام !