صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/159

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

100- -- « أنعم ( مناز ) مساء نعمت سعد مساء » وليلي تصبح ( ليل ) لنفس السبب في بيت ينطق به ثلاثة : أوغل الليل فلنقم بل رويداً واسمعى (ليل) خل عن دعنى ومظلوم هذا « الترخيم » الذي يسرف شوقى في استعماله كلما نادى واحتاج للحذف خضوعاً للضرورات النظمية ! وشيطان من وادي عبقر ثمن يوحون بالشعر للشعراء يهبط ويهبط حتى يضع ، لا الناهية في موضع لا النافية لضعفه في النظم كقوله : « لاأدر . تلك ضجة »! وكثير من مثل هذه الاضطرارات التي يعانيها المبتدئون في النظم ، والتي تندر في شعر شوقي في غير الروايات ، مما يدل على أنه كان يعاني ، لا في تلفيق المواقف فحسب ، ولكن في تذليل النظم أيضاً وهذه عيوب تفهم حين ننظر إليها نظرة تاريخية كما قلنا ، فنسجل أن شوق كان يطوع اللغة لفن جديد عليها . فكان عمله هو عمل المبتدى ؛ وجهده هو جهد المبتدى ، وهذا كلام مفهوم . فأما حين نقيسه إلى عمل ناضج من الوجهة الفنية ومن الوجهة التعبيرية كالعمل الذي قام به عزيز أباظة في « قيس ولبنى » فإننا نشعر بالفارق العظيم بين العملين من الوجهة الفنية الصحيحة . .