صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/153

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

-181- الرواية الشعرية بين شوقى وعزيز أباظة كتب الدكتور أحمد بك زكي يوازن بين هاتين الروايتين فقال : « وجلست إلى « قيس ولبنى » أقرؤه ساعتين حتى أتيت على آخره أفتدري إلام شاقني ؟ شاقني إلى صنوه « مجنون ليلى » الشوق بك . ومددت يدي فجررته من محبسه على رف الكتب . وأخذت أقرأ لشوقى ، فما أحسست أني انتقلت بعيداً . كان إحساسي إحساس من انتقل من منشستر إلى لندن ، أو من ليون إلى باريس ، أو من الاسكندرية إلى القاهرة . الناس هم الناس ، واللسان هو اللسان ، وأسلوب العيش هو أسلوب العيش ، والمدنية هي المدنية ، وإنما في ظرف أكبر . فعزيز يترسم خطوات شوقى ، وله في جزالة لفظه ما يعينه على أن يحاكيه فيقاربه ، وبقاربه كثيراً . وهذه خير تحية يحيا بها شاعر في مصر أو في الشرق كله « كان هذا إحساسي ، إلى أن بلغت إلى قول شوق على لسان قيس . قيس ا ليلى . إذ بلغ وهو في سبيله إلى ليلى ، جبل التوباد ، ملعب صباهما ومرتع شبابهما ، قال قيس ليلى : جبل التوباد حيــاك الحيا وســـــــــقى الله صبايا ورعى فيك ناغينا الهوى من مهده ورضعناه فكنت المرضعـا .