صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/142

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

حقيقة إن « التنسيق الفني » سمـة توفيق الحكيم الأصيلة . هو الذي يجره وضعها الحالي – إلى أن يختصر في صورة الشك ، ليوزع ، بعضهم يحتل مقدمة المسرح ويتراءى في هذه القصة – حسب أشخاص الرواية على المسرح توزيعاً فنياً دائما للجمهور ، وبعضهم يتراءى من بين الكواليس ، ثم يختفى ويفسح المجال للبطل الأصيل . فكيان القصة قائم على مواجهة الرجل السوى بالمرأة المنحرفة في العصر الحديث . وعلى اضطراب رجل الفكر بين الغريزة والوجدان أمام المرأة الخالدة ، وعلى منطق الغريزة العميقة ومنطق الفكر المحلق ، وعلى لغة الفناء الأرضى ولغة الخلود السماوي الخ . فلا مجال لعرض صورة « الشك » إلا في هذا الحيز المحدود . ولكني أخشى أن يكون تصوير « الشك » الحي في هذا المستوى الناضج ، في حاجة إلى طاقة أخرى لم يزاولها إلى اليوم توفيق الحكيم . طاقة الأضواء تتداخل في الظلال ، لا طاقة الخطوط الحاسمة تفرق بين الظل والنور ! - – ۱۳۸ - ... ثم لقد استوقفني المؤلف عند هذا الحوار بين راهب الفكر والزوجة المستهترة الساخرة من غيرة الرجل على فراشه : « ولماذا لم تتكلم بهذه الحماسة عن خيانة الأزواج ؟ - إني لم أبح للزوج أن يخون زوجته - وإذا خانها . أليس لها الحق أن تخونه ؟ - -

- لا - النغمة القديمة التي نسمعها من الرجال . تبيحون لأنفسكم ما تحرمون علمينا لأنكم أنتم السادة ونحن الإماء . - بل لأن الرجل هو الذي يعرق ، والمرأة هي التي تنفق . اكدمي كما - .