صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/143

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۱۳۹ - يكدح زوجك وأعرقى كما يعرق ؛ فإذا تساويتها في التضحيات تساويتها في الحقوق - لا أقول إن الرجل يحب أن يخون . ولكنه إذا خان خان من ماله . ولكن الزوجة تخون من مال زوجها . ثم هنالك شيء آخر هو النسل فالزوج يخون ولا يدخل على زوجته نسلا مدلساً . أما الزوجة فإذا خانت أدخلت على زوجها نسلا ليس من صلبه . لن تكون هناك مساواة مطلقة بينكم وبين الرجال في هذا الإثم إلا إذا تطور الزمن تطوراً آخر فرأينا الزوجة تناضل في الحياة وتكتسب بالقدر الذي يربحه الزوج ... ثم يستطاع بواسطة العلم أو بغيره من الوسائل أن يفرز للزوج نسله عن نسل غيره بغير وقوع في شك أو ارتياب إلى أن يتم ذلك فلا تتحدثن المساواة في الخيانة - إذا حدث ذلك فلن تكون هنالك زوجية ، ولن يكون لها محل على الإطلاق . - وان يكون للخيانة عند كن لذة ولا طعم ، إذ لن يكون الزوج ضحيتها - يا لك من خبيث ! » أحسب أن هناك اعتبارات أخرى غير الاعتبارات الاقتصادية الرخيصة الخاصة بالانفاق والاعتبارات العائلية الخاصة بالنسل ؛ بل أكبر من العوامل النفسية بين الرجل والمرأة كذلك فلندع هذا كله ، ولندع منطق الأخلاق أيضا ، لننظر من ورائه إلى منطق الطبيعة أحسب أن الطبيعة الخالدة كانت تقصد الإشارة إلى معنى خاص ، وهي تقدم أنثى الإنسان – وحدها دون بقية إناث الحيوان – مختومة في الحالات السوية الغالبة ، مقفلة بذلك القفل الطبيعي الخاص ! وأنها لم تحسب حساب العلم في تطوراته التي يستطيع بها فرز النسل أو لا يستطيع . فقامت هي بوسائلها الخفية الخاصة بضمان العفة في الحدود التي تملكها . وما كان عمل فرسان القرون الوسطى. حين كانوا يلبسون زوجاتهم أحزمة ذات قفل في أثناء اغترابهم للحرب ، ... ...