صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/141

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۱۳۷ ولولا سبب خارج عن إرادته حسب تعبير القانون - لتم كل شيء في عالم الواقع المحسوس ، بعد أن تم في عالم الضمير المكنون . يا للمرأة ! بل يا للحياة في صورة المرأة ! وعلى الهامش رجل آخر أوقعته مذكرات الزوجة المفضوحة في شك مفترس في عشه وفراشه هو الآخر ، ولكنه لا يستطيع الجزم واليقين ، ولا يطيق الشك المؤلم فيستريح من قريب ... ينتحر ! ولا يستغرق من إلا القليل الذي يكفى للموازنة السريعة بين قسوة اليقين المحتملة على كل حال ، وقسوة الشك التي تجل عن الاحتمال القصة وأحب هنا أن أحدد الشبهة التي أشرت إليها في أول الحديث : إن هذه المرأة . هي المرأة كما يتصورها توفيق الحكيم . فالمرأة إما حورية مقدسة ، وإما بني فاجرة ، ولا وجود للمرأة السوية في كل أعماله . فصورتها هنا صورة معهودة عند توفيق ، أصيلة في تصوراته ، ولا حاجة به لأن يجتلبها ی من وراء البحار ! أما الانفعالات الحية فهي الشيء الجديد في فن توفيق ! وبعد فأشهد أن الصفحات التي تناول فيها المؤلف عرض نظريات المرأة ودواعيها ، ووصف نزواتها ومفاتنها ، وكشف حيلها ومغرياتها . كالصفحات التي صور فيها كارثة الرجل وعاطفته ، وأوضح منطقه واتجاهه . كالصفحات التي أبرز فيها « راهب الفكر» ونزعاته ، واختلاجاته ونزواته . كالصفحات التي كشفت روح العصر ، والعوامل الخفية والظاهرة التي تعمل في كيانه ... كلها صفحات رائعة فيها نكهة النضوج الأخير ولكن الصفحات التي عرض فيها صورة « الشك » لم تجيء في مستوى تلك الصفحات . جاءت مختصرة ومجملة ، جاءت في لمسات عريضة ، لم تتناول الجزئيات الثمينة في لحظات الشك المريرة . وختمت في عجلة ظاهرة (