صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/140

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

من رجعية الرجل ، ومن أنانيته ، لأنه يتطلب منها فراشا نظيفا ، وذرية مضمونة ! وقصة رجل سوى الفطرة ، تربى في إنجلترا ، ولكنه لم ينحل ، وعرف كيف يؤدى حقوق الزوجية كاملة . ولكن في حدود الفطرة السوية . فضاقت المرأة المنحرفة بهذه الحدود ، وتاقت نفسها إلى « المغامرة » اللذيذة والاستجابة الممنوعة - ۱۳۶ - ، وهي تصف في مذكراتها - الكراسة الحمراء – لحظات هذه الاستجابة ی وصفا حسيا عنيفاً . تصفها كما وقعت محوطة بالوهج واللهب ، مغلفة باللذة الحيوانية الهائجة ، غارقة في بحران الغيبوبة فإذا وقعت هذه المذكرات مصادفة في يد الزوج المسكين الواثق من نظافة فراشه ، كانت المفاجأة التي تهد القوى ، وتذهل اللب ، وتمسخ كل لحظة لحظات الماضي ، فتحيلها غولا لثيا ، يعذب فريسته بالسخرية اللاذعة ، قبل أن ينقض عليها ليمزقها شر تمزيق ! والقصة بعد هذا كله قصة « راهب الفكر » الذي رأى هذه المرأة أول مرة فرفعها إلى مصاف الحوريات في الفراديس ، ونسج حولها هالات والسحر ، وأقامها في مصاف الآلهة والقديسين ... ثم ... ثم إذا هو يطلع على الكارثة مع الزوج المنكوب ، فيفجع في أحلامه ، فجيعة الزوج في كيانه ، من القداسة ويحس لها بالحقد والكراهية والازدراء ، ويخيل إليه أنها انتهت من عالمه ... 1 - ... ولكن ! أجل . ولكنها « المرأة » المرأة الخالدة في ضمير كل رجل ، وراهب الفكر كذلك « رجل » هو مزيج من اللحم والدم والفكر والشعور . ولئن كانت هذه الأفعى قد سحرت فيه رجل الفكر والشعور أيام أن كانت هو عنده على الأقل – حورية أو قديسة ، فإنها اليوم لتستطيع أن تسحر فيه رجل اللحم والدم بعطرها العبق ، ونكهتها الأنثوية ؛ وأن تدعوه بصوت الغريزة فيستجيب . 6 -