صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/134

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۱۳۰ - فأثار حولها هذه الضجة التي وجهت الأنظار بقوة إلى « توفيق الحكيم » سنة ۱۹۳۲ . ولماذا وقعت الجفوة بينه وبين « شهر زاد » بعد ذلك بعام . هناك ملابسات شخصية أحاطت بهذا الموضوع ليس هنا أوان هو طبيعة الحياة الواقعية ، الحديث عنها – ولكن يبقى وراء هذه الملابسات شيء ثابت الدكتور طه ، وطبيعة توفيق الحكيم . فالدكتور أوفر حظا وتوفيق أوفر حظا التأمل والتجريد . والدكتور معنى بالنفوس البشرية كما هي ، يتبع خطراتها ، ويقفو خطواتها ، ويتسمع همساتها – على طريقته الاستعراضية التصويرية – وتوفيق معنى بالذهن الإنساني المجرد ، يوغل في تأملاته ويسبح في فروضه ، ويثير مشكلاته ، ويتابع ومضاته . هاتان الطبيعتان تظهران متقابلتين في « القصر المسحور » كتابهما المشترك . فهو من هذه الناحية يصلح للمقابلة التامة بين طبيعتي الرجلين ، وأسلوبهما الفنى في آن(۱) . ا - ومن هنا أعجب الدكتور بأهل الكهف ، لأن مخلوقاتها من صنع الطبيعة إلى حد ما – ولو أن الرواية قائمة على مشكلة ذهنية – مشكلة الصراع بين القلب والزمن – ولكن الطبيعة الآدمية تلوح من خلال هذا الصراع . فبريسكا الأولى ، وبريسكا الثانية ، ومشيلنيا ، ومرنوش ، ويمليخا ، وغالياس ... كل من هؤلاء نستطيع أن نلتقى به في عالمنا الإنساني – على نحو ما – وأن نفتح له قلبنا في بعض اللحظات ، وأن نعاطفه ويعاطفنا . وإن قلوبنا لتخفق – وقد ونحن نشهد الصراع بينهم وبين الزمن ؛ ذلك الجبار الرهيب الذي لا يبقى على شيء لأبناء الفناء ! - هنا كذلك وقعت الجفوة بين الدكتور و « شهر زاد » . فشهر زاد ومن (۱) راجع هذا بتوسع في كتاب « المذاهب الفنية المعاصرة ، . J