صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/131

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

قريبة أو بعيدة عن الصورة الأصلية ، ولكنها تمت إليها بصلة القرابة . فهي هناك في « القصر المسحور » عند الموازنة بين الصورة الفنية الكاملة التي فطر عليها المؤلف « شهريار ، وقمر » والصورة الأدمية الواقعة التي ظهرا بها عند المحاكمة . وهي هناك عند الحديث عن قصور الطبيعة وعجزها عن خلق الجمال الكامل ، وعند الكلام عن علاقة الخالقين بالمخلوقين في عالم الفن وعالم الحياة الخ . وهي هناك في « الأميرة الغضبي » في كتاب ( عهد الشيطان ) عند الكلام عن تقيد الخالقين «بالتناسق» ذلك القانون الذي لا يستطيعون الخروج عنه – ولو كانوا خالقين – ذلك التناسق الذي يسمى في « بيحاليون » : « الناموس » الذي يتقيد به الآلهة ويتحرر منه الفنانون ... ! - )) - ۱۲۷ - وهي هناك في « أمام حوض المرمر » في كتاب ( عهد الشيطان ) عند ما بشير « توفيق » إلى خروج « شهر زاد » من قلبه ، كما يشير « بيجاليون » إلى « جالاتيا » من قلبه أيضا بالطريقة نفسها ، وبالأسلوب عينه خروج « - وعند الحديث عن العلاقة بين الخالقين والمخلوقين في « أمام حوض المرمر » ... الحديث الذي استغرق جزءا هاما من « بيجراليون » { )) وهي هناك في « البرج العاجي » في الخطرة الرابعة عشرة عند الكلام عن الفنانين العظام « الذي يتكبون طول حياتهم على كنوز نفوسهم وحدائقها اليانعة ، يستخرجون منها للناس فاكهة من ذهب وفضة ، تقصر الطبيعة أحيانا عن تقديم مثلها . ولكن الطبيعة تنظر إلى الفنان نظارة النشقى مع بسمة السخرية » وفي الخطرة الثلاثين حين يقول : « إنه ليخيل إلى أحيانا أن حياتنا متصلة بحياة إنتاجنا ، وأن في أعماق كل « خلاق » شبه غريزة داخلية تدفعه إلى الإنتـاج البطيء أو السريع ، تبعا لطول حياته أو قصرها » وهذه وتلك ملامح من الصورة العامة لنفس بيجماليون وفلسفته وحياته . ...