صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/130

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

بيجاليـــــــون لتوفيق الحكيم شيء "ما في رواية « بيجاليون » جعلنى أراجع كل أعمال توفيق الحكيم التي صدرت قبلها ، كما أراجع معلوماتى عن « شخص » توفيق الحكيم . لقد لحظت للوهلة الأولى أن هناك تشابها قويا بين شخصية توفيق وشخصية سيجاليون . دوم والمؤلف يقص علينا قصة ميلاد بيجماليون في نفسه فيقول : « وأخيرا . فإن قصة بيجماليون هذه تقوم على الأسطورة الإغريقية المعروفة ولعل أول من كشف لي عن جمالها تلك اللوحة الزيتية « بيجاليون» هذه التي تقوم على الأسطورة الإغريقية المعروضة في متحف اللوفر . ما إن وقع بصرى عليها منذ نحو سبعة عشر عاما حتى حركت نفسي فكتبت وقتئذ قطعة « الحلم والحقيقة » وكنت آمل أن أعود إليها فأصنع كل ما خامرنى منها في عمل أكبر وأرحب . ومرت الأيام ، واتجهت إلى قصص القرآن و « ألف ليلة وليلة » . وكدت أنسى قصة اليونان ، حتى ذكرنى بها « برناردشو » يوم عرضت م مسرحيته « بیجالیون » في شريط من أشرطة السينما منذ عامين » . وبهذا يظن توفيق أن هناك حلقة مفقودة بين قطعة « الحلم والحقيقة » منذ سبعة عشر عاما و « بيجماليون » الأخيرة . أما الواقع فغير ذلك . إن « بيجاليون » تسربت في أثناء هذه الفترة الطويلة إلى كثير من قصص توفيق الحكيم ومقالاته . لأنها بذاتها أصيلة في طبعه وفي حياته ؛ واتخذت لي خلال تسربها صورا وأشكالا