صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/124

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

شجرة البـــؤس لطـه حسين ما تكاد تقطع صفحات من هذا الكتاب ، حتى تحس أنك تعيش في جو « الأيام » وتستنشق في هذا الجو ريح « الأيام » وأعتقد أنه بحسب كتاب ما أن يقال عنه : إنه يعيش في جو" الأيام، كما تشعر له نفسك بالود والكرامة والارتياح . كثير من الوجوه التي التقيت بها هناك تلتقى بها هذا – مع فارق واحد – إنها ربما كانت هنالك تعيش على هامش القصة ، وهي هنا تعيش في الصميم ، و « شجرة البؤس » قد سبقت « الأيام » في الزمن حينا وعاصرتها حينا آخر . فذلك الاختلاف وهذا الازدواج هما اللذان يجعلان بعض الوجوه ترد في الهامش مرة وفي الصميم مرة ؛ ثم تزيد في « شجرة البؤس» وجوه أخرى جديدة بسبب هذه اللابسات أيضاً « هذه صورة للحياة في إقليم من أقاليم مصر آخر القرن الماضى وأول هذا القرن نقلتها من صدرى إلى القرطاس » والحق إن هذا النقل كان أميناً ، وكان بارعاً ... فأنا أتمثل الآن في هدوء وعلى مهل صورة هذه الحياة ، والتقى بوجوه كأنني أعرفها وكأننى لقيتها فعلا ، وإن تكن عاشت في الحياة قبل مولدي بأعوام ! أعرف الآن هذه الشخصيات التي تعيش وسطاً بين حياة الريف وحياة المدينة ، هذه الشخصيات الطيبة المؤمنة ، ترد أمر حياتها كله الله ، وللقدر الخفي الذي يصرف أقدار الناس . ثم لهذا « الشيخ » – شيخ الطريق - الذي <-((