صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/123

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۱۱۹ – وأما طه فيمضى كذلك على طريقته وطبيعته وملابسات حياته وأثر المرأة في نفسه ، فاذا شهريار يستمع إلى شهر زاد ويركن إليها ويستريح إلى صحبتها ويلتذ توجيهها وإرشادها ، وإذا هي تعنى به في نومه ويقظته ، وفي حركاته وسكناته حتى لتوطى له الفراش وتسنده بالحشايا | ثم إذا هي تقص عليه في الأحلام قصة تخوض فيها في السياسة والاجتماع والحكم كما تشاء !

من قصيدة العقاد ومن مسرحية شهر زاد ، ومن قصة أحلام شهر زاد ، تنبين ثلاث طبائع وثلاث طرائق ، وثلاثة مظاهر لتأثير نوع الحياة وملابساتها ، في طبائع الفنانين وطرائقهم . فالعقاد في قصيدته هو الأديب المحلل للنفس الإنسانية في الحياة ، وللحالات النفسية في تطوراتها وتتابعها ، العليم بمداخل هذه النفس ودروبها ومنعرجاتها ، المتيقظ لمزايا المرأة على اختلافها ! وتوفيق الحكيم في تمثيليته هو الفنان المعنى بمسائل الذهن والفلسفة ، المنعزل عن الحياة الواقعة وملابساتها ، المهور بالمرأة ، الحذر المتخوف منها ، الغامض المبهم الذي لا يصل بشيء إلى نهاية ، ولا يحسم في أمر برأيه ! وطه حسين في قصته هو الأديب المشغول بمسائل المجتمع والحكم والسياسة الضارب في حياة الاجتماع بسهم ، المستروح بالمرأة وأثرها اللطيف في حياة الفرد وحياة المجتمع ، وتوجيه الفرد وتوجيه المجتمع ! واستعراض أعمال الأدباء الثلاثة جميعاً يستطيع أن يعطينا مثل هذه الصورة في وضوح وتفصيل ، ولكنه لا يزيد كثيراً على طبيعتها الحقيقية(1) (۱) اقرأ بتوسع كتاب « المذاهب الفنية المعاصرة »