صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/121

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۱۱۷ أفق آخر لا نهاية له » وإنه ليحاول أن يتخلص من الحدود التي تصده وتقيده عن الانطلاق والمعرفة ، يحاول أن يتخلص من الجسم ومن المكان ، ويحاول أن يحل لغز « شهر زاد » التي تركته في حيرة من أمرها شديدة . وأما قصة « القصر المسحور » فتبدأ بعد تأليف تمثيلية شهر زاد وخلق شخصياتها جميعا : « الملك شهريار ، والملكة شهر زاد ، والوزير قمر ، والعبـد ، ومنصور الجلاد ... الخ » وحيث يشترك طه حسين وتوفيق الحكيم في زيارات لشهر زاد بقصرها المسحور، وفي شراك ينصبها طه لتوفيق، وينصبها توفيق لطه عند شهر زاد ، وعند أبطال مسرحية شهر زاد . وحيث يقع الجميع في قبضة الزمن وقبضة التاريخ ، فتدور محاورات ومحاكمات فلسفية ليس هنا موضع استعراضها و نقدها على كل حال . وأما قصة « أحلام شهر زاد » فتبدأ بعد تسع ليال من حيث « أدرك شهر زاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح » وحيث طال الصمت على « شهریار » واشتاق إلى أحاديث شهر زاد التي خلقت منه إنسانا جديدا « وتركت في نفسه الألغاز والأسرار ما يكلفه الجهد المضنى » وحيث يحاول أن يحل وأمام عقله من لغز « شهر زاد » التي تركته في حيرة من أمرها شديدة » . ولكن شهر یار طه حسين لا يحاول أن يتخلص من المكان ولا من الجسد ، ولا يقوم برحلات طويلة ولا يدخن القنب في سبيل هذا التخلص ، ولا يذهب إلى بيت الساحر حيث تذبح الفتاة المسحورة « زاهدة » ليقول له رأسها المقطوع : « من هي شهر زاد؟ » ولا يأبق في النهاية من شهر زاد ومن الدنيا جميعا إلى حيث لا يعلم مصيره أحد ، كما صنع توفيق الحكيم بشهرياره المسكين ! « شهر یار » طه حسين أطوع وآنس ، وشهر زاد » طه حسين تملك أمر شهريارها أن ترده عن التعلق بالسماء ، وأن تر شده و تبصره ونقود زمامه في